تونس تتقدّم بخطى حثيثة في مجال زرع الأعضاء رغم الحاجيات المرتفعة

سجّل المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء تحسّنا في مؤشرات أخذ وزرع الأعضاء في تونس، رغم استمرار النقص في عدد المتبرعين مقارنة بالحاجيات الوطنية.
وأوضح المدير العام للمركز وأستاذ جراحة القلب جلال الزيادي، خلال ندوة صحفية، انتظمت بمقر المركز، بمناسبة اليوم العالمي للتحسيس بالتبرع بالأعضاء، أن الوضعية شهدت تحسنا نسبيا خلال السنة الحالية، حيث تم إلى غاية 30 سبتمبر تنفيذ تسع عمليات أخذ أعضاء مكّنت من أكثر من 20 عملية زرع كلى و6 عمليات زرع قلب و5 عمليات زرع كبد.
وبيّن الزيادي لـ (وات) أن المبادرة المواطنية في مجال التبرع بالأعضاء بدأت تتوسع منذ سنة 2022، وهو ما يعكس وعيا متناميا لدى التونسيين، مشيرا إلى أن فترات أخذ وزرع الأعضاء تختلف حسب فصول السنة، إذ تتزايد الحالات خلال الصيف بسبب ارتفاع حوادث المرور، بينما ترتفع الأمراض المسببة للجلطات في فترات تغيّر الطقس.
ورغم هذا التحسّن، تبقى قائمة الانتظار طويلة، إذ يفوق عدد المرضى المنتظرين لزرع الكلى 1500 شخص، فيما ينتظر نحو 50 مريضا عمليات زرع قلب، ويترقّب عدد مماثل لهم عمليات زرع كبد.
وبيّن الزيادي أن تونس تُعدّ "التلميذ النجيب في منطقتها" بفضل الخبرة الطبية والهيكل التنظيمي المتخصص، لكنّه أقرّ بأن عدد المتبرعين لا يزال ضعيفا مقارنة بالبلدان المتقدمة، إذ لا يتجاوز 1.5 متبرع على كل مليون ساكن، مقابل نحو 70 متبرعا عن كل مليون ساكن في إسبانيا.
وأوضح أن المركز يعمل على مشاريع جديدة مثل زرع الرئتين والبنكرياس، مشددا على أهمية مواصلة التحسيس لتوسيع قاعدة المتبرعين وتقصير فترة الانتظار التي تكلّف حياة بعض المرضى، خاصة في أمراض القلب والكبد، حيث لا توجد أجهزة تعويضية كما هو الحال مع غسيل الكلى.
وقالت المنسقة الوطنية بالمركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء بثينة زنان (وات)، إن عدد العائلات التي وافقت على التبرع بأعضاء أقاربها المتوفين دماغيا بلغ 9 عائلات خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، ما مكّن من إنجاز 30 عملية زرع. وأضافت أن العمليات التحسيسية المستمرة سمحت بتحسين المؤشرات، لكنّها لا تزال دون مستوى الحاجيات.
وكشفت أنه في إطار جهود التوعية المجتمعية، تحتضن منطقة المرسى يومي 18 و19 أكتوبر الجاري النسخة الخامسة من ماراطون الخطوات الخضراء، وهي تظاهرة رياضية وتحسيسية ينظمها المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء بمشاركة أكثر من ألف متسابق، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم العالي للتحسيس بالتبرع بالأعضاء.
وأكدت بثينة زنان أن التسجيل في الماراطون مجاني ومفتوح للجميع، مشيرة إلى أن الحدث يرمز إلى الأمل والحياة ويهدف إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في صفوف الشباب والعائلات. وأضافت أن وزارة الداخلية ستكون حاضرة خلال التظاهرة لتسهيل عملية استخراج بطاقات التعريف للراغبين في إدراج صفة "متبرع بالأعضاء"، في خطوة عملية لتشجيع المبادرات الفردية.
من جانبه، أوضح عبد الكريم مسعود، ممثل الشرطة الفنية والعلمية، أن عدد حاملي صفة متبرع في بطاقات التعريف لا يتجاوز حاليا 17 ألف شخص، وهو رقم في تحسن لكنه يبقى محدودا، مبينا أن الوزارة دخلت منذ سنوات في شراكة مع المركز لتنظيم أيام توعوية لفائدة الأعوان والمواطنين.
وأضاف أن وحدات الأمن في 18 ولاية شاركت في حملات تحسيسية لتيسير عملية تسجيل المتبرعين، مع برمجة زيارات إلى 6 ولايات أخرى قريبا. وخلال ماراطون المرسى سيتم تسلم وثائق المشاركين الراغبين في حمل صفة متبرع، لتُستخرج بطاقاتهم في ظرف يومين فقط، وفق مسعود.