تونس تحيي اليوم الذكرى 62 لعيد الجلاء ومراسم رسمية وشعبية احتفاء بهذه الذكرى

تحيي تونس اليوم 15 أكتوبر الذكرى 62 لعيد الجلاء، الذي يخلد ذكرى خروج آخر جندي فرنسي من أراضيها سنة 1963، وتحديدا من قاعدة بنزرت، بعد معركة دامت سنوات مثّلت آخر فصول الكفاح الوطني ضد الاستعمار.
ويمثل هذا الحدث الفارق في تاريخ تونس تتويجا لمسار طويل من النضال بدأ بالحركة الوطنية منذ بدايات القرن العشرين، ومر بمحطة الاستقلال في 20 مارس 1956، وصولًا إلى تحرير كامل التراب الوطني سنة 1963.
وبهذه المناسبة انتظمت صباح اليوم بكامل جهات الجمهورية مراسم رسمية وشعبية، يتقدمها موكب رسمي بمدينة بنزرت، بإشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد،حيث زار روضة الشهداء اين وضع اكليل زهور و تلى فاتحة الكتاب على ارواح الشهداء كما قام رئيس الدولة بجولة وسط مدينة بنزرت اين اجتمع بالمواطنين و استمع الى مشاغلهم
الزميل طارق الجباري من ولاية بنزرت
ويشكل الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لاستحضار تضحيات الأجيال السابقة، وتجديد العهد على صون الاستقلال وتعزيز روح المواطنة والعمل من أجل بناء تونس ,كمارسّخ هذا اليوم مكانته في الذاكرة الجماعية كرمز للسيادة الوطنية وحرية القرار التونسي .
الباحث في التاريخ توفيق الذهبي
كما أصدر مجلس نواب الشعب، اليوم الأربعاء بيانا بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الجلاء، حث فيه على "الاقتداء بنضالات وتضحيات شهداء تونس زعماء الحركة الوطنية والاستلهام مما تحلّوا به من روح وطنية عالية ومن حماس فياض ونكران للذّات لتنعم تونس بحريتها وباستقلالها".
وأضاف البيان أن المجلس "سيظل في طليعة مجسمي هذه المبادئ، وذلك بالنظر إلى ما تستوجبه التحدّيات المطروحة والاستحقاقات المنتظرة من مجهودات وتمسك بروح المبادرة والبذل، ومن تجاوب مع الخيارات الوطنية في إطار تعاون بنّاء ومثمر بين مختلف الوظائف ومؤسّسات الدولة"
وشدد على أن "التمسك بهذه الأهداف السامية تبقى خير ضامن لاسترجاع الأمل واستعادة الثقة، التي تبقى نبراسا لمواصلة السير على درب البناء والحفاظ على عزة تونس ومناعتها والذّود عن سيادتها وخدمة مصلحة الشعب وتحقيق آماله".
من جهته دعا المجلس الوطني للجهات والأقاليم، اليوم في بيان بمناسبة إحياء الذكرى الثانية والستين لعيد الجلاء، إلى "الاستلهام من ملحمة الجلاء، بما تجسّده من وحدة وتضحية وثبات، لمواجهة التحديات وتعزيز مسيرة التنمية والازدهار في كافة ربوع الوطن، تحقيقًا لتطلعات الشعب في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية".
وتابع بيان المجلس قوله "إن مسار 25 جويلية هو امتداد لذلك النفس التحرري واستئناف لمعركة البناء الوطني على أسس السيادة الشعبية والعدالة الاجتماعية، بما يرسّخ دولة قوية، مستقلة القرار، قادرة على النهوض بجهاتها و تحقيق التنمية المتوازنة والشاملة."
وحث المجلس الوطني للجهات والأقاليم، في بيانه، على مواصلة العمل من أجل وطن يزدهر ويسوده الأمن والاستقرار، وفاء لتضحيات شهدائه الأبرار وإيمانا بحقّ شعبه في مستقبل أفضل.
وأضاف أنه "يستحضر هذه المحطة المضيئة في تاريخ تونس، ويؤكد اعتزازه بالمعاني العميقة لعيد الجلاء الذي جسّد وحدة الشعب وتماسكه في مواجهة الاستعمار وإيمانه الثابت بحقّ تونس في الحرية والكرامة والسيادة الكاملة على ترابها و قرارها الوطني".