طالب سكان قريتي « الطلايبية » و »أولاد حسن » من عمادة المنقوش بمعتمدية بوسالم من ولاية جندوبة السلط المحلية والجهوية بالإيفاء بتعهداتها المتعلقة بمعالجة النقص الكبير في تدفق مياه الشرب والانقطاعات الطويلة والمتواترة ما جعلهم يعيشون في حالة استنفار ليلي في انتظار ضخ المياه لأقل من ساعة، دون تحديد وقت محدّد لذلك، واستنفار يومي دفعهم الى قطع مسافات عبر الدواب والسيارات لجلب المياه من مناطق أخرى.

واعتبر « الطاهر الرّزقي »متحدثا باسم سكان قرية الطلايبية، لوكالة تونس افريقيا للانباء(وات) أن « أكثر من 230 عائلة باتت تعاني عطشا دائما ومستمرا وان وضعيتهم لازالت تتجه نحو الاسوأ حيث لم تجد معاناتهم الطويلة اهتماما ملحوظا من قبل السلط المحلية والجهوية ذات العلاقة »، لافتا رفع عدد كبير من الشكايات المباشرة والغير مباشرة للسلط المعنية طيلة سنوات في هذا الشأن، والتي « لم يتعدى ردّها الوعود »وفق تعبيره.

وقال أمين مال جمعية الطلايبية لمياه الشرب « رضا الجمّازي »أن عمليات الانقطاع التي تطال عدد من الجمعيات بسبب عدم خلاص الكميات المستهلكة ،غير مطروحة لدى المنتفعين من الجمعية التي يدير شؤونها المالية، وان الاشكال يتعلق بنقص تدفق المياه التي تضخ من احدى الخزانات التابعة لولاية باجة، مضيفا ان الخلاف الإداري بين هياكل الولايتين حول المسؤولية، هو الذي لازال يراوح مكانه، وهو الذي أثّر في عملية الضخ الطبيعي لمياه الشرب.

واعتبر « أحمد الرزقي » من جانبه ان الإشكال لا يتعلق بشح الماء، ولكن يتعلق بإدارة ما يتوفر من موارد ومن قوانين جعلته كمواطن قاطن بقرية الطلايبية التابعة إداريا لولاية جندوبة ومرتبط بضخ الماء من ولاية باجة مثله مثل بقية المتساكنين، في حيرة يصعب معها تحديد من المسؤول عن ذلك، فكل يلقي بالمسؤولية للآخر، مقترحا، في هذا الصدد، على وزارة الفلاحة إلحاق القريتين بمشروع المحاور الكبرى القريب منهما.

يذكر أن المجلس الجهوي للمياه الذي انعقد في دورته العادية الاولى في 25 مارس من السنة الجارية وما تبعه من جلسات على غرار جلسة متابعة القرارات الوزارية المنعقدة بمقر الولاية في غرة جويلية المنقضي وأخرى متعلقة بالنظر في وضعية الموارد المائية المنعقدة في 5 أوت المنقضي، قد تداول عددا من المشاكل العالقة من بينها مشكلة الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب بقريتي « الطلايبية » و »أولاد حسن ».

وقد أقرت خلاله الأطراف المعنية بعدم توصل هياكل ولايتي باجة وجندوبة الى غاية هذه الصائفة الى حل ينهي هذا الاشكال القديم المتجدد وان المجلس الجهوي لولاية جندوبة وبهدف تجاوز الاشكال أطلق مشروعا هو قيد الإنجاز لتوسعة حجم القنوات الناقلة لمياه الشرب من احدى خزانات ولاية باجة غير ان شركة توزيع المياه بهذه الولاية « لا تزال تمانع بحجج غير واقعية » على حد تعبير أحد المشاركين في أحد هذه الاجتماعات.