تحيي تونس اليوم 20 مارس الذكرى 59 لعيد الاستقلال تتزامن هذه الذكرى مع الاعتداء الارهابي الغادر في متحف باردو.
فبعد سقوط حكومة منداس فرانس تواصلت المفاوضات مع فرنسا من اجل مراجعة الاتفاقيات في اتجاه الاستقلال التام فأسفرت المفاوضات الجديدة عن بروتوكول الاستقلال في 20 مارس 1956.
وقد تميزت نضالات الشعب التونسي وزعمائه بمنحى وطني عميق ايمانا منهم بسيادة تونس وحتمية تحريرها من نير الاستعمار. لذلك تم العمل داخل تونس وخارجها على التعريف بالقضية التونسية ومن ابرز محطات ذلك النضال تحول الزعيم الحبيب بورقيبة الى القاهرة وفتح مكتب المغرب العربي وسفره الى نيويورك سنة 1945 حيث شرح القضية التونسية الى الرأي العام العالمي. ومنذ سنة 1949 أعاد تنظيم الحزب الحر الدستوري وأعد الشعب من جديد للكفاح قبل ان يتحول الى الخارج لمزيد التعريف بالقضية التونسية ليتوج هذا المسار النضالي الوطني الشامل بنيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956.
فانتخب الحبيب بورقيبة رئيسا للمجلس القومي التأسيسي يوم 8 أفريل وكلّف يوم 11 أفريل بتشكيل الحكومة التونسية. ليتم من ثمة تركيز أسس الدولة الحديثة بعد تخليص البلاد من رواسب الاستعمار وتحقيق الجلاء النهائي لآخر جندي فرنسي عن تراب الوطن. ولعل من اهم مظاهر بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال الغاء النظام الملكي وتعويضه بنظام جمهوري وارساء اول دستور للبلاد لوفي العالم العربي واحتواء الولاء القبلي والجهوي وتعزيز الروح الوطنية وتحديث التعليم وتونسة الاجهزة الاعلامية والادارية .